top of page

المقالات الحقوقية 

البحرين: مراجعة ملفات الأطفال السجناء ونحو تعميم التجربة خليجياً

نبيل رجب ناشط حقوقي دولي

بقلم: الحقوقي ا. نبيل رجب

27-07-2023 

أطلقت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين منصب مفوض حقوق الطفل، وهي خطوة في المسار الصحيح يُتوقع لها أن تترك أثرًا إيجابيًا على الوضع العام، لا سيما أنها ستبدأ بدراسة أحد أهم الملفات الحقوقية التي أثيرت من قبل المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وهو ملف السجناء الذين تمّ الحكم عليهم في السنوات الماضية وأعمارهم لم تتجاوز الثامنة عشر من العمر، وذلك بعد أن مضى على سجن بعضهم سنوات طوال.

وكشفت حورية عباس عضو مجلس المفوضين في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومفوض حقوق الطفل، بأن المتوقع هو أن يعاد النظر في القضايا التي تخص الأطفال عبر “تحويل هذه الفئة من السجناء إلى عقوبات بديلة والسجون المفتوحة، وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة ووزارة الداخلية والجهات المعنية”، والواضح بأنها ستكون خطوة مهمة نحو إنهاء هذا الملف الحقوقي ونيل سجناء هذه الفئة حريتهم الكاملة.

ويقبع العشرات من أفراد هذه الفئة خلف القضبان بعد أن صدرت عليهم أحكام جنائية حين كانوا صغار السن، خصوصًا إبان الأحداث التي شهدتها البحرين في عام 2011 وما تلاها من تداعيات وأعمال عنف استمرت لعدة سنوات. 

وقبل تدشين هذا المنصب بعامين وتماشيًا مع اتفاقية حقوق الطفل وتوصيات اللجنة التابعة للاتفاقية، صدر قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة، وهي الإضافة المهمة في منظومة القوانين البحرينية، خصوصًا أنَّ القانون يحول دون سجن من تقل أعمارهم عن الثامنة عشر عامًا لمدة تفوق الثلاثة سنوات، وهو السقف الأعلى الذي حدده القانون.

وتأتي أهمية تأسيس مفوضية حقوق الطفل إلى حقيقة أن هناك سجناء تلقوا أحكاماً بالسجن لسنوات طويلة في سن الطفولة ولا يزالون خلف القضبان، كما يمكن رصد حالات لسجناء تجاوزت سنوات سجنهم ما حدده القانون كسقف للعقوبة (3 سنوات).

 المؤمل هو أن تبدأ مفوضة حقوق الطفل بمراجعة ملفات أفراد هذه الفئة من السجناء في سبيل مواءمتها مع ما حدده قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة من إجراءات جديدة أو سقف أعلى للعقوبة.

رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان علي أحمد الدرازي صرح بأن “تدشين منصب مفوض حقوق الطفل يأتي من أجل تعزيز وحماية مصالح الطفل، بناءً على الصلاحيات المخولة للمؤسسة بموجب قانون الإنشاء، والتي تمنحها الحق في متابعة ومراقبة جميع المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تندرج من ضمنها حقوق الطفل”.

وانضمت مملكة البحرين لاتفاقية حقوق الطفل بموجب المرسوم بقانون رقم 16 لسنة 1991م، وذلك في 13 فبرايـر 1992م، ويحدد القانون في مادته الأولى سن الطفولة بـ “الإنسان الذي لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر، وهو السن الذي يتبناه قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة، وهو الحد العمري المقبول عالميًا.

وتؤكد الدراسات المتخصصة أن هذا السن هو المرحلة العمرية التي تكتمل فيها القدرات العقلية والإدراكية، بما يكفي للفرد أن يعي مسئوليته عن أفعاله من عدمها، وكذلك النتائج المترتبة على كل ما يقوم به من سلوك أو أفعال، أي انه السن الذي يمكن أن يتحمل فيه الإنسان المسئولية الجنائية الكاملة.

وتختلف دول مجلس التعاون الخليجي حول هذا الحد العمري للمسئولية الجنائية من دولة لأخرى، وبات من الضروري مراجعة قوانين دول المجلس والسعي لتوحيدها وكذلك موائمتها مع اتفاقية حقوق الطفل، لا سيما في تحديد سن المسئولية الجنائية.

من واجب دول الخليج الوفاء بالتزاماتها القانونية وتعهداتها الحقوقية فيما يتعلق بحقوق الأطفال بعد مصادقتها جميعًا على اتفاقية حقوق الطفل. 

لا يقتصر ذلك على ملف المسؤولية الجنائية للأطفال ما دون سن ال 18 بل وبما يشمل الحق في الجنسية حيث يعاني الآف الأطفال الحرمان من الجنسية في بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي، وهم أولاد المواطنات المتزوجات من أجنبي.

 إن تحفظات بعض دول الخليج على بعض بنود الاتفاقية يجب أن لا تعطل دولنا من الوصول إلى أفضل الممارسات الممكنة سياسياً ومجتمعيًا بما يضمن تأمين بيئة واعدة وآمنه للأطفال.

من المؤمل أن تحذو دول خليجية أخرى الخطوة البحرينية الأخيرة وأن تبادر نحو اطلاق المزيد من المبادرات والإجراءات الإصلاحية. 

المؤمل أيضاً أن يكون الوصول لحلول عاجلة لملف السجناء من الأطفال في البحرين سريعًا وشفافاً حتى يتسمى لمؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني المساهمة الفاعلة في إعادة تهيئة هؤلاء الأطفال وإعادة ادماجهم في المجتمع ليكونوا أفرادًا فاعلين ومساهمين بصورة ترتقي بهم وبوطنهم

حقوق الإنسان في البحرين

حقوق المرأة  ومنع التعذيب و العقوبات البديلة

banner+1.png

تعد حقوق الإنسان أساسية وضرورية لكل فرد في المجتمع، وتعكس حقوق الإنسان احترام الكرامة الإنسانية وحرية الفرد ومساواته. في هذا السياق، يحظى تاريخ حقوق الإنسان في البحرين بمكانة مميزة، حيث شهدت البلاد تقدما ملحوظا في تعزيز حقوق

.الإنسان على مر العقود الماضية.

 

يعود تاريخ حقوق الإنسان في البحرين إلى فترة ما قبل الاستعمار، حيث كانت تمتلك تقاليد تاريخية وثقافية غنية تعزز قيم حقوق الإنسان. وفي عام 1971، استعادت البحرين استقلالها من الاستعمار البريطاني وبدأت تحقيق تقدم كبير في مجال حقوق الإنسان.

في عام 2001، أقرت البحرين الدستور الذي يضمن حقوق الإنسان وحرياتهم. وتعتبر الدستور البحريني واحدة من أكثر الدساتير تقدما في المنطقة، حيث يكفل حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك حقوق الحرية الشخصية وحق التعبير وحق المشاركة السياسية.

تأسست العديد من المؤسسات والهيئات في البحرين لحماية وتعزيز حقوق الإنسان. تأسست اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين في عام 2004، والتي تعمل على مراقبة حالة حقوق الإنسان وتقديم التوصيات لتعزيزها. وتشكلت أيضًا العديد من المنظمات

.غير الحكومية والجمعيات العمالية والمهنية التي تعمل على حماية حقوق الإنسان وتوعية المجتمع بأهميتها.

 

تتخذ البحرين أيضًا إجراءات لتعزيز المساواة وحقوق المرأة. في عام 2002، حققت البحرين إنجازًا كبيرًا بتعيين أول وزيرة للصحة في العالم العربي، وقد تم تعيين العديد من النساء في مناصب حكومية عليا منذ ذلك الحين. كما تم إقرار قانون لمكافحة العنف .الأسري في عام 2015، والذي يعمل على حماية النساء والأطفال من أي أشكال من أشكال العنف الأسري.

تهتم البحرين أيضًا بحقوق الأطفال وتطوير قطاع التعليم والرعاية الصحية. تقدم الحكومة برامج وخدمات متعددة لتعزيز صحة الأطفال وتعليمهم وتنمية مهاراتهم.

 

وفي السنوات الأخيرة، استمرت البحرين في العمل على تعزيز حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية. تم إصدار قوانين تحظر التعذيب وتعزز حقوق العمال، وتم اتخاذ إجراءات لتعزيز حقوق الأقليات والتسامح الديني.

على الرغم من التحديات التي تواجهها البحرين في مجال حقوق الإنسان، إلا أن البلاد تحقق تقدمًا كبيرًا وتلتزم بالتحسين المستمر. تظل البحرين ملتزمة بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان وتعمل على تعزيز آليات حماية حقوق الإنسان وزيادة الوعي بأهميتها في المجتمع.

 

في الختام، يمثل تاريخ حقوق الإنسان في البحرين قصة نجاح في تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق تقدم في مجالات متعددة. مع استمرار

  الجهود المبذولة لتعزيز حقوق الإنسان وتوعية المجتمع، من المتوقع أن تستمر البحرين في النمو والتطور في مجال حقوق الإنسان.

لالا.jpg

ورقة مراقبة حقوق الانسان الى مجلس جنيف:

2000 محكوم استفادوا من العقوبات البديلة بالبحرين

في ورقة حقوقية قدمتها جمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان بشأن تطبيق قانون العقوبات البديلة في البحرين الي الدورة ٤٣ لمجلس حقوق الانسان بجنيف (٢٤ فبراير / ٢٠ مارس ٢٠٢٠) وان تطبيق القانون هي خطوة هامة من البحرين لتعزيز حقوق الانسان والتي تعتبر رائدة في المنطقة.

ذكرت الورقة بأن عدد النزلاء المستفيدين من العقوبات البديلة في البحرين وصل الى نحو الفي شخص وكانت من ضمن الوظائف لتنفيذ العقوبة هي اعمال تنظيف وزراعة وسكرتارية وصيانة مباني وصباغة ومراسلة وسائقي باصات صغيرة .

وتستطيع كل جمعية اهلية بحرينية مسجلة التقدم الى وزارة العدل بالبحرين تعلن فيه برغبتها في التعاون بشأن تطبيق العقوبات البديلة لكي يتم اعتمادها كمركز للتنفيذ ، وبالتالي تتقدم برسالة بعدد الوظائف واوصافها التي تستطيع استيعابها، خصوصا النزلاء الذين عليهم احكام اقل من سنة او نفذوا نصف المدة المقررة .

كما ان تطرقت الورقة الى ان النيابة العامة البحرينية مهتمة ان يكون مكان تنفيذ العقوبة للمنفذ للعقوبة قريب من سكنه لسهولة الوصول بدون مواصلات ، كما لا تمانع من تقديم مؤسسات المجتمع المدني للمنفذ للعقوبات تلك مكافأت مالية ، كما ان النيابة العامة لا تطلب من هذه المؤسسات اشهار الاشخاص الذين ينفذون العقوبات البديلة بهدف حفظ كرامتهم ، وابعادهم عن السجن ” السالب للحرية “.

من جانب اخر فان اي شخص عليه غرامة مالية، فان تلك الغرامة لا تسقط انثاء تاديته بالعقوبة البديلة ، والذي لا يستطيع الدفع ، يحول المبلغ المالي الى عقوبة بدنية ، وتحسب كل يوم سجن يوازي خمسة دنانير من اجمالي العقوبة ، ويستطيع من حق المحكوم ان يطالب بعقوبة بديلة ايضا من هذه الايام التي يقضيها بالسجن.

علما بان القانون البحريني حدد سبع من العقوبات البديلة وهي :

— العمل في خدمة المجتمع.

— الإقامة الجبرية في مكان محدَّد

— حظْر ارتياد مكان أو أماكن محدَّدة

— التعهُّد بعدم التعرُّض أو الاتصال بأشخاص أو جهات معيَّنة

— الخضوع للمراقبة الإلكترونية

— حضور برامج التأهيل والتدريب

— إصلاح الضَّرر الناشئ عن الجريمة

والتركيز الحالي للعقوبات البديلة على البند الاول وهو ” العمل في خدمة المجتمع”، خاصة ان وزارة الداخلية البحرينية تسعى لتطبيق باقي البنود بعد استكمال استعداداتها واستيراد المعدات اللازمة لذلك .

bottom of page